الخميس، 1 مارس 2018

1\\



لم نتحدث منذ السنة الماضية
لم يكن الأمر بذلك السوء
نحن لم نتحدث منذ سنوات، صدقا
بيد بعض النكات الدارجة و حالة الطقس
و الفصل الجديد من القصة المصورة التي جمعت بيننا
المضي قدما عبر النهايات الشائكة
يصبح اسهل كلما راكم المرء بعض السنين
في قفة عمره
 الساعات تغدو اياما 
الايام أسابيع و أشهر
 سنة تمضي
 عقد من الزمان ينقضي
في لحظة سكينة تقرع على أبواب فكرك
بينما تعبر باب الثلاثين
كل الروابط التي أقسمت ألا تنحل 
طال الزمان و إن قصر 
باتت خيوط عنكبوت 
حول مقبض الباب
\\

شيء غريب، ان المرء قد يشعر بالألفة
وسط أمة من الغرباء على بعد ألف ميل
من أي وجه مألوف
كتبت كثيرا عن رغبتي في الرحيل
لكنها لم تكن وسيلة الى هروب
محض غاية
سطح قطية، بلا سلم للنزول
و في خاتمة تأملي ،بعد لم أفقه تفاصيل أمنيتي
هل هي الحدود ام المسافات؟
هل هي الوجوه الخاوية ؟ 
الظهور التي انحنت قسرا تحت ثقل المعايش 
هل هي الذكريات التي ترتعش بعنفوان الحداثة؟
سماوات ملونة 
أزهار تعبق بالوعود الكاذبة
فراشات ذات اثواب غريبة
شقوق على الرصيف 
تؤوي ثورات لم اسمع صليلها من قبل 

واقعي لم يكن رماديا كما تظن، عزيزي

ماضي ، ربما كان شاحبا كجدار بلا لوحات
في بيت شيخ وافته منية الفراغ
قبل ان توافيه منية الهالكين
مستقبلي كان مشرقا 
مثل الشمس على سهول شبابي ،كما يقولون 
لم ارد الهروب من اي شيء قدر ما اردت الرحيل الى

... شيء

 لم ادرك بعد ماهيته 

رغم ساعات تأملي 
قبيل الانزلاق الى عالم الغفلة 
كان ذلك قبل ساعة

\\

الثانية عشرة مساء 
هذا الفراش بارد جدا 
لم نتحدث منذ عام ، منذ يوم ميلادك تحديدا
حفظت تاريخه على هاتفي
عددت الدقائق و الساعات
و أرسلت تهنئتي عندما دقت الثانية عشرة
 قلت لي "شكراً"
"كيف لي ان انسى؟"
اجبت وانا على مشارف الغفلة
عيد ميلادي كان بعد أسبوع
أتذكر ؟ 
كنت في كل مرة تسألني من باب اللباقة 
و نضحك على المصادفة التي جمعتنا، ايضا
لكنك لم تذكره قط 
6 سنوات و لم تذكره مرة
 ربما رغبت بالرحيل زمنا قبل ذلك 
كنت أحمي بيت العنكبوت 
من صبيانية النسيم و من نوائب الدهر
لزمت جدران صمتي و لم اخرج قط من داري
وإذ به ينهار
كتل من الخيبة و الغبار 
عندما أجبت داعي الفضول
طارقا على بابي
\\
ربما
ربما ، ذات الحاجة في نفس يعقوب
التي لم ادرك كنهها في أعماق قلبي البتول 
كانت محض أمنية طفولية
 ربما، في ترحالي الذي بات نوعا من السقم
في فتحي للباب و فراري هاربة
كل ما ملكته خلفي
و ضيفي الحيران
قد عقد الخذلان لسانه
بيت العنكبوت الواهن يتدلى من قبضة الباب
قدماي تقطران دما
البيت يحترق
العالم يحترق
ربما أردت ان أتيقن ان كان أحدهم
سوف يذكر يوم مولدي 
في غيابي.