في الطريق الى ابوظبي و عند الاقتراب من حدود المدينة ، يتخذ الطريق السريع انحناءة الى اليمين ممكّناً من ينظر إليه من بعيد من رؤية جميع مصابيح الإنارة و هي تستيقظ من غفوتها بعد المغيب.
كنت استمع الى اغنية قديمة عندما شدت انتباهي هذه القافلة الحزينة في عتمة الأفق ، إذ بدت لي سلسلة المصابيح من مكاني كمسيرة من حاملي الشموع ، في طريقهم بتؤدة وسكينة نحو جنازة ملحمية.
عندها انتبهت الى ان كلمات الأغنية تناسب المشهد الذي أراه لدرجة مرعبة...
عندها انتبهت الى ان كلمات الأغنية تناسب المشهد الذي أراه لدرجة مرعبة...
"Dominus, miserere"
"Sanctus, gloria"
و تملكتني رهبة المشهد ، كمن تسلق أعلى قمة على وجه البسيطة و التفت لرؤية العالم المترامي الأطراف في الوقت الذي بدأت تشرق فيه الشمس. إنها لرهبة نادرة لا يشعر بوخزتها إلا من كان حاضراً في عرس الزمان و المكان عندما تعقد الفكرة قرانهما.
و تملكتني رهبة المشهد ، كمن تسلق أعلى قمة على وجه البسيطة و التفت لرؤية العالم المترامي الأطراف في الوقت الذي بدأت تشرق فيه الشمس. إنها لرهبة نادرة لا يشعر بوخزتها إلا من كان حاضراً في عرس الزمان و المكان عندما تعقد الفكرة قرانهما.
علام تأسى تلك الكائنات اللامرئية يا ترى وهي حاملة شموع الفجيعة ؟ هل يندبون الجمال ، جمال الحياة وجمال الروح البشرية، الذي تم قتله وتشويهه بكل بشاعة على مر العصور حتى وصلنا الى هذه الحال المتردية ، حيث لم نعد نتذكر متى كانت الحياة جميلة ؟
لسبب ما تذكرت عبارة قرأتها في رائعة أنطون تشيكوف "النورس L'Albatross" : " انا في حداد على حياتي" .
و ظللت اتساءل بينما احدق في البعيد محاولة ايجاد قائد موكب الحداد عبثاً : متى يكون المرء في حداد على حياته ؟
متى يجب ان نتوقف فجأة في خضم الصراع الأزلي الذي يسمى "الحياة" لنقرر اذا ما كانت حيواتنا تستحق الرثاء ؟
هل حدث وأن استيقظت يوماً ، عزيزي القارىء ، و أدركت ان ما أنت عليه الآن بعيد كل البعد عن ما أردت أن تكون ؟
وأن عليك الإختيار بين اثنين : إما ان تعود إلى الوراء لتغتال ذاتك القديمة قبل ان تشكل كل تلك الرؤى الساذجة عما ستكون عليه في المستقبل.
وإما ان تضع ثوب الحداد حالِك السواد ، و ترثي كل ما لن تكونه في المستقبل.
في كلتا الحالتين شيء بدواخلنا يختنق ببطء و يختفي مع الشمس عند الغسق.
هل حدث وأن استيقظت يوماً ، عزيزي القارىء ، و أدركت ان ما أنت عليه الآن بعيد كل البعد عن ما أردت أن تكون ؟
وأن عليك الإختيار بين اثنين : إما ان تعود إلى الوراء لتغتال ذاتك القديمة قبل ان تشكل كل تلك الرؤى الساذجة عما ستكون عليه في المستقبل.
وإما ان تضع ثوب الحداد حالِك السواد ، و ترثي كل ما لن تكونه في المستقبل.
في كلتا الحالتين شيء بدواخلنا يختنق ببطء و يختفي مع الشمس عند الغسق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق