الأحد، 7 يونيو 2015

المــغــتــربـون


في بلاد الغربة
أبناء حواء، نسعى مثل أوراق الخريف
افترقنا عن غصون السدرة
إذ لم تعد تقوى عروقها على النزيف
 البعض منا ا يصعدون على فلك المطامح
إلى أطراف العالم
نقتن حرف التملق والإحتيال على أعتاب الملوك
نرسي على موانئ الرضا بالمكتوب
القلب جامح بالحنين
أقدام الظروف تهشم أضلاعنا
بينما نستلقي على قارعة الطريق
نحن لا نرفع أعلاماً في أعياد الإستقلال
إن تذكرنا
كيف نشدو "أحبك يا بلادي"
و قد هجرنا كنف الأم الرؤوف في لحظة ضعف
في بلاد الغربة نقضي الصبا بحثاً عن ملجأ
و نفطن بعد عمر طويل بأن الوطن
بعكس الثرى، لا يشترى
 وان الإنتماء لا يمنح بوثيقة مختومة
 أن التطبع بعادات قوم لا يورث هوية
 نحن بعد الكبد والعناء نتذكر بلد المنشأ
فنرى أن الجذور وإن غاضت فهي بعد لم تفنى
هل تعلمون ؟
قد نكون "على قد حالنا" في بلاد المهجر، على عكس الظنون
ذاك الغريب ذو الدنانير الذي تدعو بالمريب
قد أفنى عمره على ظعون العسر
 يجمع القرش على القرش في صرة من الصبر
قضى بهيم ليله في ابتهال
إلهي أعني على غربتي و حسن من حالي"
حتى أنيب إلى أحبتي"
والجذع القريح في سكون الليل ينادي عبر المدى
بني ، إلي
بني ، إلي
بني ، إلي
مضعضعاً راحة البال
وأوراق الخريف التي أنهكتها ركلات التشرد
تهمس بكبرياء جريح
"لالوب بلدنا ولا تمر الناس"

ولكن
ولكن نحن في بلادنا غرباء
عندما نلبي نداء الهوى بعد عمر
 يستقبلوننا عند الباب موضبين حقائب الإغتراب 
ومن يقعدون يهرعون للسؤال عن
عرابين الاشتياق التي نشتري بها المودة
قبل السؤال عن أحوالنا 
فنحن لا نبغي الود و الأحضان على حسب الإعتقاد
عندما نعود يمحصون دروعنا قبل قلوبننا
و نحن في بلادنا ممثلون في مسرحية هزلية
ينتظر المشاهدون انتهائها بفارغ صبر
  لكي يرشقوا محاصيل الإنتقاد الفاسدة
هاهموا قد عادوا يمشون الهوينى
ليدوسوا على تقاليدنا"
و ليبصقوا كبراً على حالنا"
جميعنا نرجو المناص من مقبرة الربيع هذه
ولكن هل تعلمون ؟
لغاية ما يؤمنون بأن جنة الله في الأرض
هي أبعد ما يكون من تخم الحدود
 هي أبعد ما يكون من ربوع الوطن المنسي
 من الأم المنون
من بلدي
لكن جنة الله في الأرض تقبع في ثنايا القلب
و قلوبنا
قد دفناها تحت التبلدي الجوفاء
في "تنقاسي" الحنون
بلادنا
"لن أقول "وهي الفقيرة مثل أجنحة القطا
و لكن العطا في يبس رغم فيض المروءة
بلادنا
من يلومها وهي السدرة الثكلى
ترمق أبنائها العائدين شزرا
على عقوقهم
 تقول بإزدراء ونحن عند أقدامها نطلب السماح
إليكم، انظروا إلى المغتربين
  ما أغنى عنهم  نزوحهم ولا هم هانئون
 وانتم وإن عدتم بعد حين
لا مثوى لكم في حنايا الديار 
 .ولا مؤى لكم بين هذي الغصون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق