السبت، 15 أغسطس 2015

تساؤلات ما بعد منتصف الليل

أنا لا أشرب القهوة

لكن فكري بعد منتصف الليل يقظ كمدينة من العالم الأول
 يغفو قليلاُ عندما يبدوالقمر
ويضيء كاليراعة كلما ازدادت عتمة الليل
قبيل ميلاد الفجر

كثير من التساؤلات مكتظة في رأسي
والأجوبة
هائمة في غيوم من التأملات الفانية
هل حدث ان توقفت مفكراً
وأنت تتلذذ بتناول التناقضات مع شاي الظهيرة
والفتات الصغيرة تتناثر على حجرك ك نشارة خشب واهية
لا يمكنك نفضها لأنها بضيعات منك
لكنك لا ترف عندما يذروها النسيم
أشياء غريبة تحدث
على امتداد يوم في رأسك الهيولي
أشواط متتالية من الإفتنان والكراهية
والضحية فرد من قبيلة الغرباء
ذوي الوجوه المبهمة
معركة حامية بين الصلاح والعتاهية
على روحك العذراء
و فكرك الخاوي كبيداء أثكلتها أمواج عاتية
من زخم الهموم
من ثم انفجار مدوٍ من السكون
في قفر كان يوماً واحة غناء

أوليس من الغرابة
أن تنظر إلى مرآة قلبك
وألا تستنكر رؤية أجنبي
ذي وجوه متعددة و تعابير متقلبة
أن تتقوقع على ذاتك
ضائعاً بين ان تكون أو لا تكون
الآن أو غدأً ..أو بعد حين
متسائلاً إذا ما كنت في حياة سابقة
الفصل الناقص من رواية البؤساء

إن كنت ساهراً تقرأ هذه الأسطر تحت نور القمر
ف اسمك لا يهمني
فأنت رفيقي إن كنت مسامراً لسلطان الليل الكتوم
أينما كنت على وجه البسيطة ، لا يضيرني
فنحن نلتقي بين الفين والفين
في أثير الحالمين
فاسمح لي بأن أناديك صديقي

يا صديقي

هل من المنطق أن تفترش بساط القناعة
عن استسلام و واقعية
ريثما تستتر بكتّان الحنين
 إلى ما لا تطوله من اتساع الكون
هل هو يا ترى استعراض للشجاعة
أن تقهقه في طغيان العاصفة
أم هو آخر مرحلة من الجنون
و هل هو من مظاهر الكبر ، ام فن من الفنون
أن تجمع الكلمات العائمة من بحيرات الصمت في النهار
وأن تنفض بنات أفكارك مزدانة بالمفردات في المساء
على صفحات الصَّبا
ك وريقات إحدى شيوخ الزيزفون
هل من البشاعة أن تقيّد من تحب
بحنكة و براعة
بعد أن جعلت منه وطناً
و هل من القنوط أن تؤمن
بأن الموت ذبيح الحياة ليس فيه شيء من الإراعة
بل هو بالأحرى من أنواع البطولة
إنه الفوز
حمل و قد أزيح عن كاهلي
قد نلت المنى
وارتحت من جهاد العيش ومن ثقل البلية
إلى سلام المنيّة الأبديّ
دون أن أدمي يديّ
و قد رميت حمل ما أذنبت في دنياي من على عاتقي
إلى ظهور قاتليّ

صديقي

هل غفوت  في مهد من النسيان ؟
و تركتني ارتشف أنوار النجوم
ك شراب من الكهرمان المصفى
يروي مقلتيّ

ليس لي
سوى أمي الحنون
هي الأخرى هائمة في سديم من السلوان

أمي حبيبتي

أمّاه

أماه ، أرجوك لا تذرفي الدمع عندما تسمعين اعترافي
قد علّمتني أن أحب الحياة من صغري
وقد أحببت الحياة ، في حلي وفي سفري
صدقاً
لقد أحببت الحياة وهلة
يوماً
عاماً
ثم عقداً
 رغم أني لم استطع إليها السبيل
أماه اقسم أني لا زلت أحاول
و لكني
أرى في الرحيل راحة من هذا البؤس النبيل
أمّاه
 استيقظي و اسمعيني
ف لم يؤنسني زائر الغفلة عند المقيل
و لا في هذا المساء الطويل

أمّاه

هل أنا على ما يرام ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق